الوصف
“ربما لا يكون المعنى الذي تبادر إلى ذهنك للوهلة الأولى، فليس المقصود من هذا أنها كائن لا ينضج، ولا كائن لا يمكن الاعتماد عليه، ولا كائن لا يؤخذ على محمل الجد.
وربما تكون المرأة التي ستتزوجها أو قد تزوجتها، قد قامت هي بنفسها باضطهاد الطفلة التي تعيش فيها، حتى ضمرت، وصارت ذكرى غائرة، ربما اضطرتها مسئوليات الحياة المبكرة لذلك، أو كان هذا اختيارها، ولكن سواء اختارت أو اضطرت، فأنت يمكن لك أن تتسلل في أعماقها وتنتشل هذه الطفلة من أنقاض المخاوف والعقد والمحاذير.
أنت ربما تكون الأوفر حظًا باكتشاف هذه الطفلة وإطلاق سراحها، أكثر من زوجتك، فهي التي ستسعدك، وتؤنسك، وتهبك تلك المتعة التي يشعر بها الرجل الناضج عندما يشعر أنه يمكن الاعتماد عليه، وأنه جدير بالإيمان به، وأن صاحبته تراه كل شيء.
أغلب الرجال الذين بحثوا عن علاقة أخرى بعد الزواج، هم الذين كانوا يعملون على قتل الطفلة الجميلة الممتعة في أعماق الزوجات، تلك الطفلة التي يظن أنها تهدد هيمنته برغبتها المشروعة في السعادة والثقة، وعندما ماتت تلك الطفلة تمامًا، وصارت المرأة التي يضع الرجل رأسه على الوسادة بجانبها، صارت إنسانًا قويًا تمامًا وقاسيًا على نفسه، إنسانًا لا يفكر في تدليل ذاته، إنسانًا جافًا مدبرًا يسيِّر الأمور على نحو عقلاني، إنسانًا يبحث عن الكسب ولا يبحث عن المحبة، إنسانًا سلَّم نفسه تمامًا لفكرة التضحية، عندها يبدأ وهو ينظر إليها وهي نائمة، خالية الوجه من أضواء الأنوثة واللطف، يشعر بأنه يحتاج إلى أنثى حقيقية، فيبحث عمن فيها تلك الطفلة التي قتلها.”