الوصف
“يشعر المُبْحِرُ بين سطور “الأيام” بأنه يجلس بين يدي إنسانٍ ذي بصيرة وعزيمة، رغم آفة العمى التي طبعت حياته منذ نعومة أظافره، وهي الآفة المنطوية عادةً على الضعف والهشاشة. ويعترف الكاتب في غير موضعٍ من سطور “الأيام” بألمه من حديث الناس عن آفته وإشارتهم إليها، مع ما يُسْتَشَفُّ من حديثهم هذا من تنقّصٍ أو إشفاق حيال صاحب الآفة. إلّا أنّ هذه الآفة، مع ما يصاحبها من معوّقات ومنغِّصات، لم تفتّ في عضد صاحبنا، بل زادته عزيمةً على عزيمةٍ، ومضاءً على مضاءٍ. فلم يكن غريبًا أن يكون إنسانًا معتَدًّا ومعتزًّا بنفسه، اعتدادًا واعتزازًا قد جنحا به أحيانًا نحو الغرور، كما اعترف لنا في سيرته الذاتية الفريدة.”