الوصف
“هذه “حكايات من التاريخ”. ومن منا لا يحب الحكايات؟ ومن لا يذكر أياماً من حياته كان يسعى فيها إلى جدته العجوز يسألها حكاية، فتتعلل هي ويتوسل هو، حتى إذا استجابت وبدأت بالفاتحة التي لا بد منها لكل حكاية: “كان يا ما كان، كان في قديم الزمان…” تجمّع وتحفّز، وصارت كل جارحة من جسده أذناً تصغي وقلباً يعي… ويكبر الطفل، ولكن الحنين إلى الحكايات والقصص يكبر معه. لذلك استجبت مسروراً لمّا كلفتني “دار الفكر” بأن أتولى كتابة هذه السلسلة من الحكايات. إنها حكايات ولكنها تاريخية واقعة. وليس معنى هذا أني أفتح كتاب التاريخ وأنقل ما فيه، ولكن معناه أني آخذ الخبر التاريخي، أو الواقعة المروية، فأخرجها إخراجاً فنياً. وربما زدت فيها قليلاً أو كثيراً، وربما كان أصلها سطوراً معدودة فجعلتها صفحات. ولكني لا أخرج -في جوهر القصة- عن الأصل على كل حال. وإذا كانت الجدة تجد الحرج والضيق كلما سألها الصبي حكاية جديدة فذلك لأن حكاياتها قليلة لا تعرف غيرها، أما أنا فلن أضيق لأن لديّ فيضاً لا ينقطع من هذه الحكايات”. ”