الوصف
“ونحن نمر عبر أشجار اللوز، والأترج، والبرتقال التي فاح منها أريج طيب زكي تعطرنا به، أتت أفواهنا هتافات الدهشة، والإعجاب، فكان لسان حالنا يقول: أهذه هي البلاد العربية؟ أهذه هي البلاد التي كنا نعدها صحاري ليس إلا؟ لقد بلغ بي الأعجاب أن بدأتُ أتخيّل أنا وصلنا أخيرا إلى البلاد العربية السعيدة، والمنعم عليها، البلاد التي لا طالما ظننت أنها توجد في خيال شعرائنا” – ويلستد متحدثاً عن مدينة منح.
“كان خطاب هؤلاء الرحّالة الإنجليز عن عمان ـ حسبما رصده الدكتور هلال الحجري ـ خطابًا مختلفًا متنوعًا من كاتب إلى آخر ومن رحّالة إلى آخر، فمنهم من رسم صورة إيجابية عن عمان فهي “بلاد الأمان”،(ص:145)، وأبرز محاسن الشعب العماني فهم: “أنظف العرب وأكثرهم أناقة وأرقاهم لباسًا وأوفرهم شهامة”،(ص: 439)، ومنهم من رسم صورة سوداء قاتمة عن عمان ولاسيما مسقط بوصفها “المدينة الأقذر في العالم”(156)، ومنهم من رأى العمانيين “الجنس البشري الأقذر”،(ص:439).وقد تناول خطاب هؤلاء الرحالة ـ أيضًا ـ زوايا نظر مختلفة: تراوحت بين مناخ مسقط وعمان، وطبيعة الأرض، وأوضاع العبيد بحكم أن قضية تحرير العبيد ـ تلك الفترة ـ في أوجها بأوروبا وبريطانيا، وأخلاق الشعب وعاداته ومعتقداته، والإثنيات الموجودة في عمان، وأنواع التجارة وأصناف اللباس…إلخ.
وقد كان لهؤلاء الرحالة منطلقات متنوعة ومشارب مختلفة وفي فترات زمنية متفاوتة، فمنهم: الموظف عند الحكومة البريطانية ومنهم من يعمل عند الحكومة العمانية ومنهم العالم الباحث، ومنهم الرحالة الحالم بعالم مثالي، ومنهم من جاء ليحقق اكتشافًا علميًّا بعبور الربع الخالي كبرترام توماس ومنهم من جاء لـ”يكتشف نفسه” كما قال الباحث بعبور الربع الخالي كويلفرد ثيسجر.”