الوصف
” محاكمتان تدوران بالتناوب بين ثلاثة أشخاص، رجلين ومتهم تارة، ومتهمين ورجل تارة أخرى. وهنا الرمزية الأولى والكبرى، التي تضع أحداث المسرحية كاملة في إطارها، إذ يصور كنفاني واقع الحياة بالمحكمة. ما يجمع بين الصورتين هو الشعور بالغربة في الوطن، حيث تكون في قفص الاتهام في كل صغيرة تفعلها، وتكون مضطراً لتبرير كل ما فعلته وكل ما لم تفعله، وتجد نفسك مرةً خاضعاً لقوانين ودساتير تشير لك بأصابع الاتهام من كل جانب وتتربص بك لإيقاعك في جُرم عصيانها، ومحاطاً بأعراف وتقاليد وبروتوكولات غير معلنة تقزّمك وتجعلك تؤمن بأن لا حياة إلا من خلال أزقتها الضيقة، تماماً كحال “المتهم” في المسرحية. ومرة قد تُتهم بالتضليل وإخفاء الحقيقة بأسلوب فيه الكثير من الاستحمار كما في حال الرجلين.”