الوصف
(مراجعة قارئ/ Ibrahim Abdulla): “يبدأ الكتاب باستفتاء أحد الأشخاص لابن القيم بالسؤال التالي : ما قول السادة العلماء في رجل ابتلى ببلية و علم أنها إن استمرت به أفسدت دنياه و آخرته و قد اجتهد في دفعها عن نفسه , فلم يزداد إلا توقداً و شدة , فما الحيلة في دفعها ؟ وما الطريق إلى كشفها ؟ فرحم الله من أعان مبتلى ….
فيجيب ابن القيم بكتاب كامل في ما يقارب 350 صفحة !
كان جوابا عام للسائل ولكل من لم يسأل، حيث حُفَ الكتاب بالجوانب الإيمانية من المنظور الإسلامي، و ظهرت فيه قدرة ابن قيم العالية في ذكر الاستدلالات من القرآن و السنة و أحياناً من واقع عايشه أو قصص عُرفت في زمنه و ربطه المواضيع ببعضها البعض بسلاسة و انسيابية.
لكن كما ترى , فإن السؤال يعتريه الغموض .. فهو لم يبين ما نوع البلاء , وما كنهه , و كيف ابتلى به … و غيره من الأمور التي تعد مهمة في طرح السؤال , ربما لحرج في نفس السائل .. و يبدو من أن السائل كان يقصد الداء الذي ابتلى به الكثير , و تغيرت حياتهم و قُتل من قُتل بسببه وقد يبدو هذا جلياً في قوله ( فلم يزداد إلا توقداً و شدة ) .. نعم , أقصد العشق!
و بين سطور الكتاب تتبين فطنة ابن القيم لهذا الشيء , فهو تدرج من الإجابة البسيطة في فصل ( لكل داء دواء ) و انتهى بفصل ( أقسام الناس في العشق ) , مروراً بعقوبة الزنا و اللواط من ترهيب , و ذكر جزاء الصابرين من ترغيب .. و الأسباب الداعية للحب و العشق , أقسامها , أنواعها و موانعها وغيرها من أمور . و توقفه و تشديده كما هو واضح في سطور الكتاب عندما يذكر دواعي العشق أو نواتجه , وذكر أيضاً وجوب التنبه من هذا الداء الخطير الذي قد يصل للبعض لمرتبة لا تحمد عقباها”
“عالج ابن القيم من خلال هذا الكتاب قضايا النفس البشرية وأدوارها، ورسم سبل إصلاحها وتزكيتها، فبين معنى المعصية وأسبابها وآثارها على النفس والمجتمع، ومآلاتها في الدنيا والآخرة، ثم عرض لبيان الدواء الناجح لهذا الداء، مستلهماً توجيهات القرآن الكريم والسنة النبوية في إصلاح النفوس والمجتمع. وقد اتسمت معالجته لهذا الموضوع بالدقة والموضوعية البالغة، فكان العالم الاجتماعي والمربي الحريص الذي يعرف مكنونات النفس البشرية وطبائعها وميولاتها، ويحدد أسباب الداء الذي أصابها، ثم يشرع في وصف الدواء الملائم من خلال أحكام الشريعة وفضائها.”
الداء والدواء – الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، ابن قيم الجوزية
ابن القيم