الوصف
“هذا العنوان الرائع الذي اختاره المؤلف للكتاب يدل على تصوره للأدب، وهو يستلفت أنظار القراء النابهين، وهو يشير إلى وظيفة الأدب العربي ومكانته العالية السامية في مجال إصلاح القلوب والتوصل بهم إلى منازل الرقي والكمال الإنساني والسعادة الحقيقية والقبولية الإلهية.
وفيه دليل على موهبة المؤلف الأدبية والمعنوية الذي ربط بين القديم الصالح والجديد النافع، وإن هذه النماذج الأدبية التي ساقها المؤلف في كتابه بمثابة قبسات وهاجة وتراث خصب يدعو الإنسان إلى العبودية المطلقة والاصطباغ بالصبغة الربانية.
يتناول الكتاب الحديث عن عظماء الأمة الإسلامية من أهل القلوب المشرقة وأعلام الرجال الذين يتمتعون بقلوب نيرة حية نابضة، سليمة مخلصة مؤمنة، كانوا لا على اتصال وثيق بهذه الحياة ومقتضيات العصر والمجتمع. يقول الشيخ محمد رابع الحسني الندوي وهو يقوم بتعريف الكتاب:
“إنما يحتوي (هذا الكتاب) على بيان أولئك الأعلام من أهل القلوب ممن أكرموا بموهبة أدبية وفكر خصب حتى إن تاريخ الإسلام الدعوي والتربوي اعتبر كل واحد منهم مدرسة أدبية بالذات، وأصبحت لهم مكانة متميزة بين أصحاب العلم والقلم من أدباء الإسلام في فجر التاريخ الإسلامي وبعده، وذلك كالإمام الحسن البصري والإمام أبي حامد الغزالي والشيخ عبد القادر الجيلاني وعبد الرحمن الجوزي والحارث المحاسبي والبشر الحافي والفضيل بن العياض والجنيد بن محمد البغدادي وجلال الدين الرومي والشيخ نظام الدين أولياء، والعلامة ابن تيمية الحراني، وتلميذه ابن قيم الجوزية، والشيخ شرف الدين يحى المنيري.
فمن أراد مصاحبة الأخيار ومجالستهم فعليه أن يجلس على مائدة هذا الكتاب وينهل من مثل هذا النميرالعذب الفياض.”