الوصف
“لم يبلغ كتاب في تراث الحكي والحكمة التي تجري على لسان الحيوان والطير، ما بلغه كتاب “كليلة ودمنة” من شهرة، الكتاب الذي أرّخ لمؤلفه الحكيم الهندي “بيدبا”، صاحب هذا المؤلف التراثي الضخم، الذي جاوز أثره الإنساني بلاد الهند التي خرج منها، خصوصا مع الترجمة الخالدة لعبدالله بن المقفع التي وضعها للكتاب في القرن الثاني الهجري.
استطاعت رمزية الحكايات التي تزخر بها “كليلة ودمنة” أن تجعله واحدا من نفائس التراث العالمي، فرموز الحكايات يمكن قراءتها بما يتجاوز المكان والزمان، فعلى الرغم من أن الكتاب يعود زمن كتابته حسب المؤرخين للقرن الرابع الميلادي، تتجدد قراءته إلى اليوم لفرادة حِكمه النابعة من رحم الأسطورة.
تدور حكايات الكتاب على شكل “أبواب”، يدخل القارئ من كل باب لعالم حكاية خرافية جديدة، وأحيانا تتداخل الحكايات التي تنفتح على الغرابة والطرافة أيضا، حيث يتعدد الرواة وتتواصل جولاتهم في مواقف قيمية، تمُر على مفاهيم كالشجاعة، والكذب، والتعاون، والعدالة، والصراع، وذلك في ساحة تجتمع فيها أفكار إصلاحية وأخلاقية بلسان العظة تارة، والحيلة الماكرة تارة أخرى. “